وداعا يا فقيد العلم

لقد خمد النور,وأطفئت شمعة الضياء ,وعشعش الحزن في قلوب العاشقين,ورقرق الدمع في عيون المحبين،ولما لاتبكي العيون،ولما لا تقرح الجفون،وقد فقدنا اليوم المعلم المربي ذلك الأستاذ الفاضل،العالم العامل فقيد العلم والورع والتقوى آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره) آاه آاه لفقدك يا سيدي،
لم تغب عن أهلك وعشيرتك فقط وإنما غبت عن الضمير الوجداني والعالم الإسلامي أجمع،ولم يشعر بحرارة رحيلك تلامذتك من أهل العلم الذين درسوا على يديك فحسب،وإنما نحن فقدناك جميعاً ونحن كنا من تلامذتك أيضاً عندما كنا نشاهدك عبر وسائل الإعلام ونستمع إلى بحوثك العلمية المفيدة،حيث كانت كلماتك النورانية تدخل في أعماق قلوبنا ،لأنها تخرج من قلب طاهر من إنسان عظيم مخلص لدينه وعقيدته،سيدي لقد أيتمتنا اليوم جميعاً برحيلك،وأفجعتنا بفقدك.
آاه آاه
لقد كنت العالم المربي، ولقد تعلمنا منك الكثير الكثير من بحر علمك المتلاطم، ومن نهجك الأصيل الراقي، لقد سرت على خط أجدادك الأطهار (ع)، واقتديت بنهجهم ومضيت على دربهم، واقتفيت أثر آبائك الفقهاء العظام لذلك أنرت دروبنا وبصرت عقولنا وأحييت ضمائرنا.
سيدي واليوم ؟ ترحل عنا وتترك المنبر الشامخ يئن لفقدك.آاه آاه وأنت في زهرة شبابك يالها من خسارة كبرى ،ونازلة عظمى لهولها ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء.عجباً أيها الموت لقد غيبت عنا طوداً شامخاً طالما عشقناه وارتشفنا من نمير عطائه.ولكن المشيئة الربانية فوق كل شيء فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون .فهنيئا لك أيها العالم الجليل بما قدمت في سبيل دينك وأمتك ,وهنيئا لك دفاعك المستمر عن العقيدة والعترة الطاهره وبالخصوص دفاعك عن مظلومية سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع).
إنني لا أنسى عندما زرته قبل عامين من رحيله، حيث وجدته عالماً فاضلاً ربانيا متسامحاً عليه سمات الهيبه والوقار، ورأيت مجلسه مجلسا من مجالس الذّكر و الصلاح والتقوى...
تغمده الله بواسع رحمته واسكنه الفسيح من جنته وحشره الله مع أجداده الأطهار وسلام عليه يوم ولد ويوم رحل إلى جوار ربه ويوم يبعث حياً.
وعزانا لصاحب العصر والزمان (ع) وإلى عمه العالم الرباني سماحة آية الله العظمى الامام السيد الصادق الحسيني الشيرازي دام عزه وإلى عائلة الشيرازي الكرام جميعاً ومحبيه وإلى سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي حفظه الله و سماحة المرجع الإمام السيد علي السيستاني دام ظله الوارف.